"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
لا تستغرب في هذا الزمان عندما تنقلب المعايير فيتم اعتبار المحتشمة غير فاضلة، وتعتبر المنفتحة محافظة ومحتشمة، تصبح القيم مقلوبة لنمجد ما لا يستحق ونغض الطرف عن المحترمة المحتشمة الفاضلة المبدعة في الكثير من ميادين الحياة.
قد يعتبرها البعض نكتة أو خبراً لا أساس له من الصحة عندما قام أحد الأندية المصرية باختيار الراقصة الشرقية والممثلة المصرية فيفي عبده بلقب الأم المثالية في عيد الأم الذي صادف نهاية الأسبوع الماضي، بالطبع ليس هناك أدنى شك في مثالية فيفي عبده من خلال ما قدمته من مسلسلات وأفلام ورقصات لا يمكن أن تجيدها إلا فيفي عبده بعد أن اشتعل جسدها اهتزازاً وبلغت من العمر عتياً.
حقيقة لا أعرف من الملام في تمجيد كل ما لا يصلح أن يكون قدوة على حساب من يستحق أن تفرد له صفحات المجلات والصحف، لا أعرف لماذا نهتم بالفنانات والفنانين من حولنا والبعيدين عنا، نهتم بعلاقات كيم كارديشان الآثمة، وعمليات التكبير والتصغير التي أجرتها، نُروج لممثلة الإغراء التي تتحدث عن الأخلاق مع أن المشاهد التي تقدمها لا أخلاقية، والكثير من هذه النوعيات التي لا يتشرف العاقل والشريف بمتابعة أخبارهن ولا مشاهدة صورهن المؤذية للبصر.
ولكن عندما يتعلق الموضوع بالأم المثالية فالأمر مختلف جداً ولا يقبل أي مزح، نحن نتحدث عن الأم التي إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق، نتحدث عن الأم التي تزرع القيم والمبادئ في فلذات أكبادها ليكونوا صالحين في المجتمع، نتحدث عن الأم القدوة التي تنشئ الأبناء على الثوابت الدينية.
للأسف انشغلت معظم الأمهات بأشياء مختلفة في هذا الزمان، كثيراً ما صارت الأم تلهث وراء الموضة تاركة الأبناء في عهدة الخادمات، أصبحت تفكر في الشفط والإضافات، تهتم بلعبة كاندي كراش وتوزيع (اللايكات) في الانستغرام، تتابع كريستيانو رونالدو وقصة شعره أكثر من متابعتها لزوجها.
انتقادي لا يشمل الجميع، فلو خُليت خُربت، هناك ولله الحمد العديد من الأمهات اللواتي نفخر ونتشرف بهن، هذه النوعية التي لم يغيرها الزمن فبقيت شامخة في وجه رياح التغيير الفاسدة، صامدة على نفس المبادئ والقيم التي تربت عليها وتربي بناتها عليها.
تحية حب وتقدير لكل أم تحرص على أن تربي أبناءها أفضل تربية تقوم على الأخلاق والدين، وأكبر باقة زهور لا تكفي لنهديها كل أم مخلصة تعبيراً عن حبنا وتقديرنا لها في هذا العالم المقلوب، اللهم احفظ أمهاتنا وأطل في أعمارهن وكحل أعيننا برؤيتهن في صحة وعافية.