الآية الكريمة :
وَلْتَكُن مِّنكُمْ
أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ
تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ
لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ .يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا
الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ
الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ .وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ
فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ .تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا
عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ آل عمران : 108
تفسيرها :
شرح
الكلمات:
الخير : الاسلام وكل ماينفع الانسان في حياته الأولى ولآخره من الإيمان
والعمل الصالح
المعروف : المعروف كل ماعرفه الشرع فأمر به لنفعه وصلاحه للفرد
أو الجماعه.
المنكر: مانهى عنه الشرع لضرر أوفساد للفرد أو الجماعة .
الذين
تفرقوا: هم اليهود والنصارى
يوم تبيض وجوه:يوم القيامه
ففي رحمة
الله:الجنة
تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق :هذه آياتنا نقرأها عليك متلبسه
بالحق لاباطل فيها .
والى الله ترجع الأمور:الى الله تصير الأمور فيقضي فيها بما
ويحكم مايريد فضلا وعدلا.
التفسير:
ولتكن منكم -أيها المؤمنون- جماعة
تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف, وهو ما عُرف حسنه شرعًا وعقلا وتنهى عن المنكر, وهو
ما عُرف قبحه شرعًا وعقلا وأولئك هم الفائزون بجنات النعيم.
ولا تكونوا -أيها
المؤمنون- كأهل الكتاب الذين وقعت بينهم العداوة والبغضاء فتفرَّقوا شيعًا
وأحزابًا, واختلفوا في أصول دينهم من بعد أنيوم القيامة تَبْيَضُّ وجوه أهل السعادة
الذين آمنوا بالله ورسوله, وامتثلوا أمره, وتَسْوَدُّ وجوه أهل الشقاوة ممن كذبوا
رسوله, وعصوا أمره. فأما الذين اسودَّت وجوههم, فيقال لهم توبيخًا: أكفرتم بعد
إيمانكم, فاخترتم الكفر على الإيمان؟ فذوقوا العذاب بسبب كفركم. اتضح لهم الحق,
وأولئك مستحقون لعذابٍ عظيم موجع.
وأما الذين ابيضَّتْ وجوهم بنضرة النعيم, وما
بُشِّروا به من الخير, فهم في جنة الله ونعيمها, وهم باقون فيها, لا يخرجون منها
أبدًا.هذه آيات الله وبراهينه الساطعة, نتلوها ونقصُّها عليك -أيها الرسول- بالصدق
واليقين. وما الله بظالم أحدًا من خلقه, ولا بمنقص شيئًا من أعمالهم; لأنه الحاكم
العدل الذي لا يجور.
ما يستفاد
منها:
[size=16]الفوائد:
1- وجوب وجود طائفه من أمة الإسلام تدعو
الأمم والشعوب الى الاسلام.
2- حرمة الفرقه بين المسلمين والاختلاف في
دين الله.
3- أهل البدع والأهواء يعرفون في عرصات القيامة باسوداد
وجوههم.
4- أهل السنة والجماعة وهم الذين يعيشون عقيدة وعبادة على ما
كان علية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعرفون يوم العرض بابيضاض
وجوههم.
5- كرامة الرسول صلى الله عليه وسلم على ربه وتقرير نبوته وشرف
من آمن به واتبع ماجاء به .( تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ
بِالْحَقِّ)
هذه الآيات المتظمنه للهدى والخير نقرأها عليك بالحق الثابت
الذي لامرية فيه ولاشك يعتريه فبلغها عنا وادع بها إلينا فمن استجاب لك نجا ومن
أعرض هلك وما الله يريد ظلما للعالمين.فلايعذب الا بعد الاعلام
والانذار
ياله من رب عادل منزه عن
الظلم