كان رجل من أصحاب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، يقال له جُليبيب ، رجل فقير معدوم جائع البطن ، حافي القدمين ، مغمور النسب ، لا جاه ، ولا مال ولا عشيرة ، ليس له بيت يأوي إليه ، ولا أثاث ، ولا متاع ، يشرب من الحياض العامة ، بكفيه مع الواردين ، وينام في المسجد ، وسادته ذراعه ، وفراشه الأرض ، وكان في وجهه دمامة ، لكنه صاحب ذكر لربه ، وتلاوة لكتاب مولاه ، لا يغيب عن الصف الأول في كل الصلوات ، ولا في كل الغزوات ، ويكثر الجلوس عند النبي ، صلى الله عليه وسلم
قال له النبي صلى الله عليه وسلم ، ذات يوم : يا جُليبيب ألا تتزوج ؟ فقال : يا رسول الله ومن يزوجني ؟! فقال رسول الله : أنا أزوجك يا جُليبيب . فالتفت جُليبيب إلى الرسول فقال : إذاً تجدُني كاسداً يا رسول الله .. فقال الرسول الكريم : غير أنك عند الله لست بكاسد ، ثم لم يزل النبي ، صلى الله عليه وسلم ، يتحين الفرص حتى يزوج جُليبيا ...