سمية العسوله عضو مشارك
مزاجي : هوايتي : المهنة : البلد : الجنس : عدد المساهمات : 48 السٌّمعَة : 3 تاريخ الميلاد : 09/08/2000 تاريخ التسجيل : 14/08/2014 العمر : 24
| موضوع: منافع الحج الثلاثاء سبتمبر 23, 2014 6:41 pm | |
| منــافع الـحـج | | الدكتور: محمد ولد سيدي عبد القادر الأمسمي |
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: (( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم )) ([1]). الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسل رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه الهداة المهتدين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد : فإن الحج إلى بيت الله الحرام عبادة جليلة فرضها الله تعالى في كتابه الكريم فقال تعالى : ]ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين(([2]) ، وهو ركن من أركان الإسلام التي بني عليها قال رسول صلى الله عليه وسلم : (( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان )) ([3]) والحج هو القصد إلى بيت الله الحرام لأداء عبادة مخصوصة ذات أفعال مخصوصة في أماكن مخصوصة. والحج من العبادات التي قد يظهر للناظر المستعجل أن فيها مشقة وكلفة ومن ذلك : 1- مشقة السفر وفراق الأهل والأحبة والأوطان وبعد الشقة كما هو صريح قوله تعالى: ] يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ( ، والحال أن الحاج لا يركبها ضوامر وإنما بعد الشقة وطول الرحلة أضمرها وأنهكها حتى صيرها كالأهلة. 2- حظر ملاذ النفس وشهواتها أثناء التلبس بهذه العبادة فلا ينكح المحرم ولا يتطيب ولا يلبس المخيط ولا يرفث ولا يفسق ولا يجادل انتصارا لنفسه. 3- محدودية المكان والزمان فلا يستطيع الحاج أن يؤدي هذه العبادة إلا في مكانها المخصوص وزمانها المحدد لها. ولما كان في الحج بعض مشقة هون الله أمره وخففه ويسره بتيسيرات عدة منها : 1- أنه على المستطيع قوتا وقوة:قال تعالى: ]ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا( ،وفي رواية لحديث أركان الإسلام المتقدم(وحج البيت من استطاع إليه سبيلا)) 2- أنه عبادة قديمة فرضها الله على من قبلنا قال تعالى : ]وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منابع لهم ( ([4])؛وإذا عم الأمر هان وسهل . 3- أنه أيام معدودة قد لا تتجاوز الأسبوع لمن هو خارج مكة فكيف بمن جاورها . 4- أنه لا يجب إلا مرة واحدة في العمر كله؛لما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة t قال(خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا فقال رجل([5]):أكل عام يا سول الله؟فسكت حتى قالها ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ثم قال:ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أبيائهم فإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه)) ([6]). 5- أن الله عز وجل علق القلوب بحب هذا البيت وجعل الأفئدة تهوي إليه استجابة لدعاء إبراهيم الخليل عليه السلام حين دعا لهذا البيت فقال : ] ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ( ([7])؛ والوصول إلى الحبيب ينسي كل عنت ومشقة. 6- أن الله عز وجل علل الأمر بقصد هذا البيت بحصول المنافع للقاصد حتى كأنه لم يأمره بهذا القصد إلى لتحصيل تلك المنافع فقال تعالى : ] وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم( ؛وقد نكر المنافع لتعم كل منافع الحج الدنيوية والأخروية ؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:-] ليشهدوا منافع لهم ( - " منافع الدنيا والآخرة أما منافع الآخرة فرضوان الله ، وأما منافع الدنيا فما يصيبون من منافع البدن والتجارات " ([8])، وكذلك قال مجاهد وغير واحد من السلف رحمهم الله ([9]). وقال الطبري – بعد أن ذكر الخلاف في تعيين هذه المنافع هل هي منافع دنيوية أم أخروية أم هما معا؟ - :" وأولى الأقوال بالصواب قول من قال : عني بذلك ليشهدوا منافع لهم من العمل الذي يرضي الله والتجارة؛ وذلك أن الله عم لهم منافع جميع ما يشهد له الموسم ويأتي له مكة أيام الموسم من منافع الدنيا والآخرة ولم يخصص من ذلك شيئا من منافعهم بخبر ولا عقل فذلك على العموم في المنافع التي وصفت"([10]). وقال الزمخشري :"نكر المنافع؛لأنه أراد منافع مختصة بهذه العبادة دينية ودنيوية لا توجد في غيرها من العبادات،وعن أبي حنيفة رحمه الله أنه كان يفاضل بين العبادات قبل أن يحج فلما حج فضل الحج على جميع العبادات لما شاهد من تلك الخصائص"([11]). والذي دلت عليه هذه الآية هو أن الله عز وجل جعل في الحج منافع كأنه لم يأمر به إلا لتحصيلها ؛ لما تقتضيه اللام في قوله تعالى : ] ليشهدوا ( من التعليل ، ثم هي منافع للحاج خالصة لا يشركه فيها غيره كما يدل عليه التعبير ب ] لهم ( . وإنك لتعجب من هذا الأسلوب الحكيم وهذا الانتقال من تصور حال الحاج وهو أشعث أغبر قد أتي من فجاج الأرض وأنهك مركوبه : ] يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ( ليفاجئك السياق قبل أن تتساءل عن سر عبادة تكلف هذا العنت الظاهر بأن هذه المشقة لا تفي بما جعل في هذه العبادة من منافع دنيوية وأخروية تضرب لها أكباد الإبل فلا يفي ذلك بشكر التوفيق للخروج لها والاصطفاء للتوفيق لأدائها والفوز بمنافعها الجمة : ] ليشهدوا منافع لهم ( فتتساءل عن هذه المنافع في لهفة واشتياق. وأنا في هذا المقال لا أستطيع تعداد منافع عبر عنها الخالق بهذه الصورة العامة ولم يحصرها ولا حصرها رسوله صلى الله عليه وسلم في منافع محددة معلومة،وإنما يتم للمفسر الكشف عن تلك المنافع بقدر ما يفتح الله له من فهم في كتابه ، وهو أمر متجدد لا يأخذ منه المتقدم ما هو مذخور لمن بعده ، ويبقى النص الكريم على عمومه ] ليشهدوا منافع لهم ( يغترف منه كل وارد بحسب دلوه وسقائه ، فلم يبق لي إلا محاولة التعرف على بعض تلك المنافع مستدلا على ما أذكره منها بما تيسر من معنى يعضدها من كتاب الله عز وجل أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فأقول ومن الله ألتمس العون والتسديد .
من المنافع التي تدخل في عموم هذه الآية الكريمة المنافع الآتية : أولا - التوفيق لإكمال المسلم دعائم دينه ؛ فإن الحج ركن من أركان هذا الدين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان )).
ثانيا : تعود الانقياد والاستلام لأوامر الله عز وجل وإن لم يظهر لعقلك وجه الحكمة فيها ؛ فأنت أخي الحاج في هذا المكان المخصوص من بين بقاع الأرض كلها ،ولأداء هذه العبادة في هذا الوقت المحدد لها ، وتطوف بهذا البيت ، وتقبل هذا الحجر ، وترمي الجمرات .. كل ذلك انقيادا لأمر الله عز وجل بذلك ؛فيهون عليك تنفيذ كل الأحكام الشرعية وإن لم يظهر لعقلك وجه الحكمة منها، وتنقاد لكل ما من شأنه أن يعلي هذا الدين وإن لم يظهر لك أنت ما ظهر لغيرك في ذلك.
ثالثا : التذكير ببعض الأمور المرحلية التي سيمر بها المرء لا محالة ، كالموت والبعث والجزاء فيعد لها العدة اللازمة من زاد ومركب ينجيه من مهالك الطريق ويجنبه عثراته ، وفي الحج صور مصغرة لبعض تلك الأمور المرحلية؛ فأنت بخروجك – أخي الحاج – من بلدك لابسا ثوب الإحرام ، وقد سكب الأهل العبرات عند توديعك تتذكر خروجك من بينهم من دار الدنيا إلى الدار الآخرة خروجا لا لقاء بعده في هذه الحياة فيهون عليك هذا الخروج الذي ترجو بعده اللقاء والوصال وتعد العدة لذلك السفر كما تعدها لهذا السفر ، وأنت بعد في مهلة من أمرك ؛ وبوقوفك بصعيد عرفة في هذا الجم الغفير تتذكر موقفك في الحشر حين يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ،وتدنو الشمس ويلجم الناس العرق ويشتد الكرب والخطب فتعد العدة لذلك الموقف أنت ما زلت في مهلة من أمرك. ؛ وبانصرافك من عرفة عشية دنو الرب ومغفرته لعباده في هذا اليوم العظيم تتذكر الوقوف بين يدي الله عز وجل وانصرافك من ذلك الموقف إما إلى جنة وإما إلى نار فتنشط لإعداد العدة وأنت بعد في مهلة لإدراك الخلل قبل أن تتمنى الرجوع فلا تمكن من ذلك ، قال تعالى : ] حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ( ([12])، وقال : ] والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير ( ([13]). |
| |
|
MEDECINEDZ عضو مميز
مزاجي : هوايتي : المهنة : البلد : الجنس : عدد المساهمات : 500 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 01/12/1980 تاريخ التسجيل : 03/09/2015 العمر : 43
| موضوع: رد: منافع الحج السبت سبتمبر 05, 2015 5:13 pm | |
| أج ــمل وأرق باقات ورودى
لردك الجميل ومرورك العطر
تــ ح ــياتيـ لكــ
كل الود والتقدير
دمت برضى من الرح ــمن
لك خالص إحترامى
| |
|
سمية العسوله عضو مشارك
مزاجي : هوايتي : المهنة : البلد : الجنس : عدد المساهمات : 48 السٌّمعَة : 3 تاريخ الميلاد : 09/08/2000 تاريخ التسجيل : 14/08/2014 العمر : 24
| موضوع: رد: منافع الحج الأحد سبتمبر 04, 2016 5:35 pm | |
| | |
|
Admin Admin
مزاجي : هوايتي : المهنة : الجنس : عدد المساهمات : 1061 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 26/08/2013
| موضوع: رد: منافع الحج الجمعة سبتمبر 09, 2016 7:06 pm | |
| موضوع اكثر من رائع شكراا لك نورت المنتدى | |
|