بسم الله الرحمن الله
التسليم
المطلق والتصديق الكامل بكل ما جاء في
الكتاب من حقائق اليوم الآخر، بلا توقف
ولا شك ولا اغترار بأماني زائلة ولا
استماع للشيطان وتلك هي الآفات، قال
تعالى: يوم
يقول المنافقون والمنافقات للذين
آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل
ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا فضرب
بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة
وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم
نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم
أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم
الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله
الغرور
[الحديد:13-14].
ألا
لا تنخدع بأوهام الملحدين الضالين
الذين توهموا ألا رجعة ولا حساب ولا
جنة ولا نار وإنما هي دنيا ولا حياة
بعدها أبدا !! وادفع هذا التوهم بأمرين:
1-
إن الذي خلق وقدر وأبدع قادر على
الإعادة بل الإعادة أهون، قال الله
تعالى:
وهو
الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون
عليه
[الروم:27].
2-
إن خلق الإنسان ليس بشيء أمام خلق
السماوات والأرض وما فيهما من عجائب
وإعجاز وإبداع عظيم، قال تعالى:
لخلق
السماوات والأرض أكبر من خلق الناس
[غافر:57].
ولما
كان المسلم الحق يوقن بالله وقدرته
المطلقة وعدله المطلق فلا يتطرق إلى
قلبه شك أبدا عن إمكانية وجود يوم آخر
يعود فيه الملك لصاحب الملك، ويجزي كل
أحد بما قدمت يداه. وهذا أبي بن خلف وقد
أخذ عظما باليا فجعل يفته بيده ويقول:
يا محمد أترى الله يحيي هذا بعدما رمٌ (أي
أصبح رميما ترابا)؟ قال :
((نعم ويبعثك ويدخلك
جهنم))([14]).
فأنزل الله قوله وضرب
لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام
وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول
مرة وهو بكل خلق عليم
[يس:88-89].
ولما
كان الموت ليس هو نهاية المطاف وإنما
بعده أهوال وأهوال وأهوال فإما إلى جنة
أبدا وإما إلى نار لذا كان لابد أن يعدّ
لذلك اليوم عدته.
ولو
أنا إذا متنا تركنا
لكان الموت غاية كل حي
و
لكـنا إذا متنا بعثنا
و نسأل بعده عن كل شي
سئل
الإمام أحمد رحمه الله: متى يجد المؤمن
طعم الراحة؟ قال: عند أول قدم يضعها
العبد في الجنة. فنسأل الله تعالى أن
يتولانا برحمته في الدنيا والآخرة وأن
يجعلنا ممن يدخلون الجنة من غير حساب
وأن يهون علينا سكرات الموت وأهوال
القيامة بمنه وكرمه آمين.
جعلنا الله وأياكم والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات من الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه وأدخلهم الجنة بغير حساب.
آمين يارب العالمين(وجعله في ميزان حسنات الشيخ/هاشم محمد علي المشهداني)