يَـــاقُـــــوْتٌ الــحَـــــمَـــــــوِيُّ
هُـــــوَ: يَاقُوتُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرٌّومِيُّ. الشَاعِرُ المُتَفَنِّنُ، والأَدِيبُ البَارِعُ، والجُغْرَافِيُّ الأُسْتَاذُ، والمُؤَرِّخُ الثِقَةُ، إِلَيْهِ المُنْتَهى فِي عِلْمِ البُلْدَانِ.
مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ فِي سَنَةِ أَربَعٍ وسَبْعِينَ وخَمْسِمَائَةٍ (574 هـ).
أَصْلُهُ مِنَ الرُّوم، أُسِرَ مِن بِلاَدِهِ صَغِيراً، فَابْتَاعَهُ عَسْكَرٌ الحَمَوِيُّ التَّاجِرُ بِبَغْدَادَ، وعَلَّمَهُ الخَطَّ؛ فَلَمَّا كَبِرَ قَرَأَ النَّحْوَ واللُّغَةَ، وشَغَّلَهُ مَوْلاَهُ بِالأَسْفَارِ فِي التِّجَارَةِ، ثُمَّ جَرَت بَيْنَهُ وبَيْنَ مَوْلاَهُ أُمُورٌ أَوْجَبَت عِتْقَهُ، وإِبْعَادَهُ عَنْهُ؛ فَاشْتَغَلَ بِالنَّسْخِ بِالأُجْرَةِ، فَحَصَلَ لَهُ اطِّلاَعٌ ومَعرِفَةٌ، وكَانَ وَاسِعَ الرِّحلَةِ... فَقَد زَارَ مِصْرَ وبِلاَدَ الشَّامِ والبَحرَيْنَ وخُرَاسَانَ؛ وكَانَ مِنَ الأَذْكِيَاءِ.
أَشْــهَـــرُ تَــصَـــانِــيـــفِـــــهِ: (مُعْجَم البُلْدَان)، وَ (الأُدَبَاء)، و (الشُّعَرَاء المُتَأَخِّرِيْنَ وَالقُدَمَاءِ)، وَ (الْمُشْتَرك وَضَعاً والمُخْتَلِف صُقْعَاً)، وَ (المَبدَأ والمَآل فِي التَّارِيْخ)، وَ (الدُّوَل)، وَ (الأَنسَاب)، وَ (أَخْبَار المُتَنَبِي).
قَــالُـــواْ عَــنْـــهُ:
- قَالَ الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ: كَانَ غَزِيرَ الفَضْلِ، صَحِيحَ النَّقْلِ، مُتَحَرِّيًا، صَدُوقًا، لَهُ النَّظْمُ الحَسَنُ والنَّثْرُ الجَيِّدُ.
- وقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَت لَهُ هِمَّةٌ عَالِيَةٌ فِي تَحصِيلِ المَعَارِفِ.
- وقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ ذَكِيًّا، حَسَنَ الفَهْمِ.
- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: الأَدِيْبُ الأَوحدُ، السَّفَّارُ، النَّحْوِيُّ، الأَخْبَارِيُّ، المُؤَرِّخُّ؛ وتوَالِيفُهُ حَاكمَةٌ لَهُ بِالبَلاغَةِ والتَّبحُّرِ فِي العِلْمِ.
وفَــاتُـــهُ: مَاتَ فِي العِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وعِشْرِيْنَ وسِتِّمائَةٍ (626 هـ)، وقَد بَلَغَ اثْنَتَيْنِ وخَمْسِينَ سَنَةً (52)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.