د. ظافر بن علي القرني
رزئت بفقده ، أفكيف لي أن *** أنمق في الكلام وأن أدبج
وفقد الشيخ جائحة لظاها *** إذا ما قلت انكفأت يؤجج
فنحن إلى ركوب الصعب أدنى *** ونحن إلى مقال الصدق أحوج
أيا ابن باز معذرة فإني *** إذا عاينت في عينيك أحرج
بصير غير أن النور نور *** سماوي يخلي الليل أبلج
مضى من هذه الدنيا نزيها *** ولا أرخى إلى مال وزبرج
وذو تسعين ما وهنت قواه *** ولا رام الكرى والباب مرتج
ألا إن التقي أخا المعالي *** إذا زاد الزمان به توهج
ومن كان الكتاب له سلاحا *** فذاك هو المؤزر والمدجج
فيا رحماك ربي إن هذا *** غدا في نصرة الدنيا وأدلج
بهم واحد هم التزام *** بمنهاج قيوم غير معوج
على نهج الرسول أتاه *** من الرب الخبير بكل معرج
وهل أحلى من القرآن قول *** وهل أرضى من الإسلام منهج
وهل أزكى على الدنيا وأندى *** من المختار حقا خير من حج
وخير الناس طرا دون ريب *** وأكرم من تسامح وهو يزعج
تحمل ما تحمل من عناء *** وصابر رغم أن الكيد أهوج
وهاجر بالعقيدة رغم حب *** لمكة مذ سني اليتم ينسج
وآخى بين من هجروا قراهم *** وقوم الأزد من أوس وخزرج
وبين بالدليل لكل أمر *** وجاهد ما ثناه الكسر والشج
إلى أن أصبح الإسلام شرعا *** تواصل فيه غسان ومذجح
وظل العلم بالعلماء يزهو *** وتسعد منه أقوام وتبهج
وهذي دولة الإسلام تحنو *** على علمائنا والحق أفلج
وها هم للعلى وثبت خطاهم *** بفكر ما بغير الرشد يمزج
نودع من نودع كل يوم *** ونحن الماكثون لما سيدرج
فهلا قام واحدنا بعلم *** يضيء لنا من الظلماء مخرج
نفوس الناس تزهق في البراري *** ويعلف خيل من ظلموا ويسرج
وما من جاحدا إلا تسلى *** ولا من مؤمن إلا تضرج
فهيا يا بني الإسلام نسعى *** ونحذو حذو عالمنا المتوج
ونصدع باليقين ولا نبالي *** لعل مصائب الإسلام تفرج