dodo41 عضو مشارك
مزاجي : هوايتي : المهنة : البلد : الجنس : عدد المساهمات : 73 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 04/11/1994 تاريخ التسجيل : 01/07/2014 العمر : 30
| موضوع: ربانيون لا رمضانيون الأربعاء يوليو 09, 2014 1:29 am | |
| السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته (قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، يُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ) (رواه النسائي وصححه الألباني)، بهذا يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم أمته مرغباً للصالحين، ومبيناً الفرص الربانية للمترقبين سوق الطاعات.. إنهم الربانيون الذين ما إن يسمعوا بأبواب الرحمة تفتح في رمضان إلا همُّوا بالدخول، وتسابقوا إليها كلٌ يدخل قبل الآخر، حققوا ما في نزول القرآن من الهدى والبينات، وفهموا العلاقة بين القرآن الكريم وشهر رمضان، واختصاص نزوله فيه.. فجرت العبادة فيهم مجرى الأنفاس، واستنشقوا عبيرها من زهرة الصيام، واستضاؤوا بنور: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (البقرة: 185). سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ) (رواه ابن ماجه وصححه الألباني). فلبوا النداء، واستجابوا لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يحييهم، فكانوا يعدُّون إدراك رمضان من أكبر النعم، وأعظم المنن، يقول المعلَّى بن الفضل: "كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلِّغهم رمضان"، وقال يحيى بن أبي كثير: "كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلَّمه مني متقبلاً"، وكان رمضان يدخل عليهم وهم ينتظرونه ويترقبونه، ويتهيئون له بالصلاة والصيام، والصدقة والقيام، قد أسهروا له ليلهم، وأظمؤوا نهارهم، فهو أيام معدودات. لو اطلعت عليهم لملئت منهم شوقاً إلى الجنان، واستشرافاً إلى النعيم، فهم ما بين باكٍ غُلب بعبرته، وقائم غُصَّ بزفرته، وساجدٍ يتباكى بدعوته، ينطبق عليهم قول الله: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(السجدة: 16-17)، فكانوا ربانيين لا رمضانيين؛ هم في صيام وقيام، في رمضان وفي غير رمضان. | |
|