"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
أحداث المقال منقولة من حياة بعض الأشخاص في حياتنا و نعرفهم.
هواتفنا الذكية أصبحت مليئة بالبرامج التي أطلقوا عليها إجتماعية و أنا لا أراها كذلك فهي أصبحت برامج مضمونها الصمت عند الجلوس في مكان واحد.
يجتمعون في مكان واحد و كل شخص يمسك بهاتفه ينتقل بكل إنسيابية بين الإنستغرام, تويتر, فيس بوك, سناب جات, البلاك بيري مسنجر و الواتس آب, يسجل إعجابه بصورة بكبسة زر على الشاشة بإصبعه, يغرد في تويتر, يتصفح الفيس بوك, يسجل مقطع فيديو مدته عشر ثواني, يرسل برودكاست للجميع, يدردش مع أصحابه, كل تلك الأحداث تدور في جلسة واحدة, يرفع رأسه لثواني و ينظر في أصدقاءه نظرة خاطفة و يرجع إلى عالمه الذي إنعزل به عن الجميع بالخوض في هذه البرامج.
سابقا كنا نتصل هاتفيا للإطمئنان و إلقاء التحية و أما اليوم بات كل شيء سهلا ولكن باتت العلاقات في موضع إتهام, نقضي جلّ وقتنا على البرامج هذه, تغيب عن حاضرنا و كأنه قد محي من قاموسنا.
في أحد الأيام كنت أجلس مع أصحابي و مارست هذه الممارسة لأني أريد أن أسمع تعليقا من أحدهم فقال لي صديقي “هذا هو الإدمان بعينه” إبتسمت له و لم أنطق بكلمة.
أصبحت أصابعنا تتحدث أكثر من ألستنا و كأنها إنخرست و ضاع دورها في هذه الحياة إلا للأشياء المهمة, أراحتنا التكنولوجيا من سليطي اللسان ولكنها حرمتنا من سماع أصوات من نشتاق إليهم.
سابقا كنا نمتلك هاتف واحد و كنا نتواصل مع الجميع و اليوم نملك أكثر من هاتف واحد ولكنه لا يرن إلا في بعض الحالات الطارئة و إذا إتصلت بأحد يستغرب و يظن أنك بحاجة إلى شيء, لا, لست بحاجة لشيء ولكني إشتقت الإستماع لبعض الأصوات التي إفتقدنا في ظل التكنولوجيا الزائفة.
هل سيصل بنا الحال في أحد الأيام كل منا يجلس في مكان و تكون هناك صورة له أمامك و كأنك تجلس معه ولكنه في منزله أو في مكان عمله.
إدمان التكنولوجيا أصابت الجميع و هناك شيء جميل في التكنولوجيا هو أنك تتعرف إلى أفكار الشخص و ذوقه من خلال تغريداته و صوره التي يضعها دون أن تعرفه معرفة شخصية.
أتمنى في يوم واحد أن أعيش من دون هذه التكنولوجيا و أريد أن أرى يومنا إلى ماذا سيؤول, هناك ساعة الأرض و تنص على إطفاء جميع الأنوار التي لا نحتاج إليها, لكن هل سيكون هناك ساعة أو يوم إسمها ساعة/يوم التكنولوجيا نتخلى فيها عنها.
أتمنى تطبيق يوم التكنولوجيا كل شهرين حتى يتسنى لنا معرفة أصدقائنا عن كثب.
في أحد الأيام قررنا أنا و صديق لي الخروج من دون هواتفنا في أحد المراكز التجارية و كان الحديث شيقا دون أن يشغلنا أي شيء عن هذا الحديث الممتع.
هناك الكثير من المبادرات التي يطلقونها الكثير من الناس, هل بإمكاننا أن نطلق مبادرة يوم التكنولوجيا؟
إعذروني على الإطالة
كتبت: مانع المعيني