من عجائب من أرتج عليه وهو في المنبر
خطب وازع اليشكري على منبر البصرة، فلما رقى المنبر، وقال الحمد لله، أرتج عليه، فقال: قد والله هممت ألاّ أحضر اليوم، فقالت لي امرأتي: نشدتك الله إن تركت الجمعة وفضلها، فأطعتها، فوقفت هذا الموقف، فاشهدوا أنها طالق. فقالوا له: انزل قبحك الله. وأنزل إنزالا عنيفاً.
قال فيه الشاعر:
وما ضرّني ألاّ أقوم لخطبةٍ
وما رغبتي في مثل ما قال وازع
وروي أنّ عبد الرحمن بن جابر بن الوليد، خطب الناس على منبر حمص فأرتج عليه، فقال: يا أهل حمص! أنتم إلى إمام عادل أحوج منكم إلى إمام خطيب مصقع، ثم نزل.
وأرتج يوماً على عبد الملك بن مروان، فقال : نحن إلى الفضل في الرأي،أحوج منا إلى الفضل في المنطق.
وصعد آخر المنبر فقال: إن الله لا يرضى لعباده المعاصي، وقد أهلك أمة من الأمم بعقرهم ناقةً لا تساوي مائتين وخمسين درهما،
فسمّى مقوِّم الناقة.
وأن عتّاب بن ورقاء قام على المنبر فحمد الله ثم أرتج عليه، فجعل يقول:
أمّا بعد …أمّا بعد...، وقبالة وجهه شيخ أصلع فقال:
أما بعد يا أصلع، فوالله ما غلّطني غيرك، عليّ به، فأتي به فضربه أسواطاً.
صعد أعرابيٌّ المنبر فقال: أقول لكم ما قال العبد الصّالح:
ما أريكم إلاّ ما أرى وما أهديكم إلاّ سبيل الرّشاد ، فقالوا له: هذا فرعون. فقال: قد والله أحسن القول.
خطب مصعب بن حيّان خطبة نكاحٍ فحصر، فاستفتح الخطبة بقوله :
لقّنوا موتاكم شهادة ألاّ إله إلا الله، فقالت أمّ الجارية: عجلّ الله موتك، ألهذا دعوناك؟! ثم قيل لرجل من الوجوه: قم فاصعد المنبر فتكلم، فقام. فلّما صعد المنبر حصر، فقال: الحمد لله الذي يرزق هؤلاء. وبقي ساكتاً فأنزلوه وأصعدوا آخر، فلما استوى قائماً وقابل وجوه الناس بوجهه، وقعت عينه على رجلٍ أصلع وحصر، فقال اللّهم العن هذه الصّلعة.
قام القلاخ بن حزن يوم عيد خطيباً، فقال:
الحمد لله الذي خلق السّموات والأرض في ستّة أشهر.فقيل له:إنّما خلقها في ستة أيام فقال: أقيلوني، فوالله لقد ظننت أنّي أقللت،وكنت أريد أن أقول في ستّ سنين.
أرتج على خالد بن عبد الله القسريّ على منبر الكوفة، فقال:
إن هذا الكلام يجيء أحياناً ويعزب أحياناً، ويسهل عند مجيئه، ويعسر عند عزوبه طلبه، وربما طلب فأبى، وكوبر فعصى، فالتأنّي لمجيئه أيسر من التعاطي لأبيّه وهو يخلج من الجريء جنانه، وينقطع من الذّرب لسانه، فلا ينظره القول إذا اتسع، ولا يكسره النطق إذا امتنع،وسأعود فأقول إن شاء الله.
وأرتج على معن بن زائدة، وهو على المنبر، فضرب بيده ثم قال: فتى حرب لا فتى منابر.
صعد عبد الله بن عامر منبر البصرة، فحصر ، فشقّ ذلك عليه، فقال له زياد: أيّها الأمير! إنك إن أقمت عامّة من ترى أصابهم أكثر مما أصابك.