القصد المجرد في معرفة الاسم المفرد(5)

بسم الله الرحمن الرحيم
وأما الكلام علي الوجه الثالث من طريق المعرفة
فقيل ان الحق سبحانه اختار هذا الاسم أعني الله لثلاثة أشياء:
احدها لذاته :
هو خاص لا يشاركه فيه أحد غيره لا بالمجاز ولا بالحقيقة لما فيه من الاسرار والحكم والمعاني ومن الاختصاص والتعظيم
الثاني: أنه جامع للمعاني الطيفة والصفات الشريفة فان غيره من الأسماء فيه معني واحد أو معنيان يختص به كالخالق والفاطروالمخترع والمحدث والمبدئ والمبتدع وما ماثل ذلك كله بمعني واحد وان كان لا يخلو كل اسم من خصوصية ما
يمتاز بها ومثل الرازق والمنعم والمحسن والمتفضل والمعطي والجواد والكريم كل ذلك أيضا الغالب عليه معني واحد وسائر الأسماء والصفات قد يتعدد لفظها ويتفق معناها وقد لا يتعدد ويختص بمعني واحد
واسم الله معناه لا يحصي ولا يعد ولا يحصر ولا يحد وكل الاسماء راجعة له مضافة منسوبة اليه ومشيرة بخواصها في الحقيقة عليه وتعرف به جميع الاسماء والصفات ولا يضاف هو الي شيء سوي الذات.
الثالث:اختصاصه بأسرار ليست في غيره من الأسماء.وفضله وعظمه. وأسماءه .وصفاته . كلها فاضلة عظيمة الا ان هذا الاسم له تخصيص زائد تام كامل علي سائرها كما ان التوراة والانجيل والزابور والصحف والفرقان الكل كلامه عز وجل ولكنه اختص منها القرآن وفضله علي سائرها فكذلك هذا الاسم من بين أسمائه وخصوصيته وفضله وشرفه .
فمن خواصه انه في ذاته اسم كامل في حروفه تام في معناه خاص باسراره مفرد بصفته فكان اولا (الله) فحذف منه الالف فبقي( لله) ثم حذفت منه اللام الاولي فبقي (له) ثم حذفت اللام الثانية فبقي (هو)
فكان كل حرف منه تام المعني كامل الخصوصية لم يتغير منه معني ولا اختلف بتفريق حروفه منه فائدة ولا نقصت منه حكمة ولكل لفظ منه معاني عجيبة مستقلة بذاتهاغريبة
هذا وبالله التوفيق والفهم والهداية والرشاد
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا انك ولي ذلك والقادر عليه